"الغارديان": الأسر البريطانية غير قادرة على استضافة اللاجئين الأوكرانيين
"الغارديان": الأسر البريطانية غير قادرة على استضافة اللاجئين الأوكرانيين
ذكر مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أن ما يقرب من نصف اللاجئين الأوكرانيين في بريطانيا أصبحوا غير قادرين على إيجاد مأوى لهم، بعد تخلي الأسر التي كانت تستضيفهم في بداية وصولهم إلى المملكة المتحدة العام الماضي عنهم.
وجاء في المقال، الذي كتبته أميليا جينتلمان، أنه طبقا لدراسة نشرت مؤخرا، فإن ما يربو على نصف أعداد اللاجئين الأوكرانيين في بريطانيا لا تتوافر لديهم الأموال اللازمة لاستئجار منزل، كما أنهم غير قادرين على إيجاد ضامن لهم عند أصحاب العقارات، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ويشير المقال إلى أن ما يقرب من 117,000 من اللاجئين الأوكرانيين كانوا قد وصلوا إلى المملكة المتحدة العام الماضي هربا من ويلات الحرب في بلادهم وأقاموا في البلاد تحت نظام الاستضافة التي تقدمها لهم الأسر البريطانية، بينما لحق بهم ما يقرب من 49,000 آخرين للانضمام إلى أقارب لهم يقيمون بالفعل في المملكة المتحدة.
وبدأ هؤلاء اللاجئون، كما يشر المقال، يواجهون مشكلات حقيقية بعد عجز الأسر البريطانية التي تعولهم عن توفير الإقامة اللازمة لهم، وهو ما أجبرهم على البحث عن محل إقامة آخر، في الوقت الذي لا تتوافر فيه لديهم الأموال اللازمة لدفع إيجار منزل آخر.
ويشير المقال إلى أن الدراسة التي أجرتها إحدى المؤسسات الخيرية البريطانية التي شملت 325 لاجئا أوكرانيا، أظهرت أن ما يقرب من 49 بالمئة من اللاجئين الأوكرانيين أصبحوا غير قادرين على إيجاد ضامن لهم لدى أصحاب العقارات، وأن ما يقرب من 43 بالمئة من اللاجئين الأوكرانيين ليست لديهم الأموال الكافية لاستئجار منزل جديد.
ويوضح المقال أن الأسر البريطانية أصبحت غير قادرة على استضافة اللاجئين الأوكرانيين مدة أطول من ذلك مع استمرار الحرب في أوكرانيا إلى الحد الذي أدى إلى اعتبار حوالي 4,630 أسرة أوكرانية من المشردين، بعد تخلي الأسر المضيفة عنهم.
ويستطرد المقال أن تلك الأوضاع العصيبة التي يمر بها اللاجئ الأوكراني في المملكة المتحدة دفعت العديد من المؤسسات الخيرية في البلاد إلى مطالبة الحكومة البريطانية بالتركيز على المعاناة التي تواجهها هذه الفئة المقيمة في البلاد التي لا تجد مأوى لها.
ويتناول المقال في هذا السياق موقف الحكومة البريطانية من تلك الأزمة، إذ يسلط الضوء على تصريحات متحدث باسم الحكومة البريطانية التي يوضح فيها أن البلاد استقبلت العام الماضي 117,000 لاجئ أوكراني بكل ترحاب، ووفرت لهم مأوى آمنا بفضل كرم الضيافة الذي أظهرته الأسر البريطانية المضيفة لهؤلاء اللاجئين في جميع أرجاء البلاد، إلا أنه في الوقت نفسه يجب على هؤلاء الضيوف البحث عن عمل لتوفير بعض الدخل الذي يعينهم على متطلبات الحياة.
وأوضح المتحدث الرسمي في الوقت نفسه أن الحكومة البريطانية قدمت إعانات مادية للمجالس المحلية التي توفر إقامة للاجئين الأوكرانيين.
وأشار إلى أن الحكومة البريطانية أعلنت أول أمس عن توفير مليون جنيه استرليني (نحو مليون و218 ألف دولار) في صورة دعم للاجئين الأوكرانيين في المملكة المتحدة لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية وتوفير فرص عملهم لهم.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.